ما دلالات زیارة رئیسي لدمشق في هذا التوقیت؟
طهران(پاعلم) – یجري الرئیس إبراهیم رئیسی زیارة إلی سوریا غدا الأربعاء بعد ما شهدت المنطقة من هدوء وتطبیع في ظل تحرّكات دبلوماسية إقليمية، تتغيّر معها الساحة السياسية في المنطقة.
ویدل مکون الوفد الذي یرافق رئیسي في زیارته لدمشق ان هذه الزیارة مهمة من الناحیة السیاسیة والإقتصادیة لاسیما أنها تجري بعد 13 عاما.
وأکیدا أهمیة هذه الزیارة في هذا التوقیت من الناحیة السیاسیة تکمن في تطورات إیجابیة شهدتها علاقات إيران وسوریا من جانب والسعودیة من جانب آخر عقب التطبیع والإنفتاح الذي حصل بین طهران ودمشق من جهة وبین الریاض من جهة أخری مما یصب في صالح الدول الثلاث بشکل خاص والمنطقة بشکل عام والذي یمهد الطریق لعودة دمشق إلی الحضن العربي.
کما تأتي هذه الزیارة بعد أيام من اجتماع استضافته موسكو بحضور إيران وجمع مسؤولين سوريين وأتراكاً، في خطوة تأتي في إطار مساع لإصلاح العلاقات بين دمشق وأنقرة.
ولقد خاضت سوریا وأنقرة مسار تطبیع العلاقات والأمر یساهم في خفض التوترات في علاقات الدول ویفسح المجال لدمشق من أجل المسعی لتوسیع علاقاتها مع البلدان الصدیقة أیضا وإجراء مشاورات حول هذه الإنفراجات والتطورات.
وبالطبع من الناحیة الإقتصادیة سیبحث الجانبان الإيراني والسوري توسیع العلاقات التجاریة والمجالات الإقتصادیة بینها القضایا المعنیة بإعادة إعمار سوریا والبنی التحتیة بعد الحرب الذي اندلعت عام 2011 . وتعدّ إيران داعماً رئيسياً لدمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعماً سياسياً واقتصادياً واستشاریا. وقد بادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا وحالیا بامکانها البحث في آفاق أوسع من أجل تطویر العلاقات الإقتصادیة.
وهذه الزيارة، تحمل الرسائل إلى مختلف الأطراف الإقليمية من أن منطق الحوار وتعزيز العلاقات بين دول المنطقة هو الأساس، هذا ما تنادي به الجمهورية الإسلامية، كما توجه رسالة إلى الأمريكي، بأن مساعي تثبيت محور المقاومة في مسار التطور، خصوصا على المستوى السياسي والاقتصادي والانمائي، بهدف احتواء الحصار الاقتصادي. وتخلل هذه الزیارة باحتفال بمناسبة إنتصار المقاومة.
ورأت عدة أوساط إسرائيلية أن إيران “تريد توحيد محور إيران – حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وهذا يجعلها تقوم بخطة جديدة بشأن سياسة الشرق الأوسط ودلالات هذه الزيارة تندرج في سياق التحولات الاستراتيجية في المنطقة، ولا سيّما أنها أتت في توقيت إسرائيلي داخلي سيئ جداً فبالتالي تکون من أسباب القلق الإسرائیلي.
وکل هذه التطورات التي مرت بها المنطقة في الآونة الأخیرة ساهمت في أن تجد سوریا نفسها أمام طریق للنهوض بالبلاد والمجتمع السوري عبر أصدقاء مثل إيران لم یترکوها أبان الحرب بل مدوا أیدی العون إلیها والآن حان الوقت کي تقدم لهم الأولویة من أجل إزدهار البلاد إقتصادیا ودعمها سیاسیا حیث یکون لإيران الصدیقة لسوریا دور هام في تسویة القضایا الإقلیمیة وعلیه فإن سوریا وجهت عبر رئیسها بشار الأسد دعوة إلی رئیس الجمهوریة الإسلامية الإيرانية لمقابلتهما علی ضوء هذه الإنعکاسات الإیجابیة.
انتهی
مصدر: ایسنا
وكالة اخبارية پاعلم
